تجلس بهدوء مستفز .. ملامحها تعانق الشفق صفاء .. وجفونها تتلو صلوات الألق في محاريب التهجد ..
لعينيها غموض كوثيقة سياسية هامة .. تخفي خلفها تفاصيل خارطة الجنة ..
تنتقل من رصيف إلى اّخر .. كفراشة .. ترتشف الرحيق المتساقط .. من أيدي المتصدقين والباذخين .. وتجني ما يسد
الرمق ويقيم الخصر المتهالك بنحافة مغرية ..
طفله بائسة لا تعرف لها أبا سوى أنها وجدت في حضن أم تترع من ذات الكاس يا الله ...
لماذا تبدو اليوم هكذا ذابلة باهتة .. تتهدل أوراق نعومتها بحزن مشفق.. ربما لم تتعش البارحة .. باتت خاوية البطن ..
تكابد قر الليل .. بعد كفاح يوم مشمس بالمعاناة ..
لم تتعلم ولم تدخل يوما مدرسة .. أحيانا حين يتسلق ساقيها الناحلين كاعواد الذرة التعب تجلس على الأرض وترسم أشكالا غامضة ..
يداها على الوجوه المعتمة فلطالما ساومتها العفاف لقاء عطاء تافه .. لكنها أقوى من الكيد الرخيص .. إن عفتها هي الحدود السياسية التي تقاتل من أجلها في معركة الخبز والبقاء وإذاما انتهكت هذه السيادة فسلام على الدنيا..
كم تستحلب عواطفي . وكم تشعل في أعمافي حرائق الألم اللامتناهي .. وأنا ويلفها ظلام الفناء والتلاشي .. لتصبح
بعدها ربما أما تعيد إنتاج ذاتها من جديد كالثعابين التي تغادر من شمال الكرة الأرضية إلى مثلث برمودا ..!!
آه أيتها .. الثورة المنسوجة من هذصا الكيان الضعيف المهتريء والعاجز للممانعة والتحدي والعاجزعن خلق أفق جديد للانعتاق من أسر الواقع المهين .. قاتلي في معركة الخبز والحياة ناضلي بعزم مستميت .. انتزعي من الأفواه لقمة البقاء الشريف تعلمي كيف تخترقين المدى وتستشفين ما بعد المنال ... تكبلنا قيود الذل وسلاسل الإحباط والأسى ولا نجيد إلا
ثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة الكلام