هكذا ساقتة قدماه إلي ...دون أن يحمل في ذاكرته إدنى معرفة سابقة ، كان ككلب مسعور .. نهبني سكينتي وغفلتي .. وجه أسمر .. اسمه يوحي بأنه قادم من الجزر البعيدة أو تلك المحيطات التي تبعث لنا أسرارها كل عام ... فتهتاج
أرضنا وتخضر .. غاصت قدماه في الوحل كما غاصت قدماي .. الأرض كانت مشربة بالمياه رغم تنائي أيام المطر
الغاضبة .. ورغم الشمس المتكورة في وسط السماء حيث بدت كنور ينبثق من أعلى كوة في السقف .. مشينا كلانا ..
غسلنا أقدامنا أو في عينيه كلام كثير وفي قلبي مجاهيل تعمقها غرابته .. من أين أنبثق هكذا فجأة ؟ ماذا يريد ؟ من أرسلة؟ ومن يكون ؟
كنت كلما سالتة يصمت أو يعدني بالكلام حين نجد مكانا مناسبه .. طال مشيئا في الفناء .. الاماكن المناسب كثيرة .. لكنة غريب .. عندما دخل الغرفة تشبث بي كمن فقد شخصا حميما ولقيه صدفة .. استطعت أن أقاوم ، وأبعدته عني بقوة .. أثنى على تعجب من قوتي ...
_ ألن تحدثني عنك ؟.. قلت له .. فأجــــــــــــــــــــــــاب ..
_ فيما بــــعد ، حين نــــجد مكانا مناسبا ..
كفاي تيبستا ، وحلقي نهشته اشواك كثيرة ..وثمة حنين مؤلم يمزق أحشائي في ذلك النــــــــهار ........